الخميس، 18 أكتوبر 2012

أحلام مشروعه في وطننا ممنوعه


الكثير منا لديه عدد لا يستهان به من الأحلام، ولكن هل فكر أحد منا أو سأل نفسه أيا منها مشروعة ولكنها في وطننا ممنوعة!؟ وأيا من تلك الأحلام غير قابل للتحقيق؟ بالطبع لن أستطيع أن أحصي كل الأحلام البشرية أو حتى الأحلام المصرية، أو على الأقل لن أستطيع إحصاء الأحلام الشبابي، ولكن سأقوم بإحصاء الأحلام الإنسانية المشروعة التى هي في وطننا ممنوعة.. تلك الأحلام التي من المفترض أن تكون حقوق نادت بها ثورتنا المؤودة، وهي ثورة مؤودة لأنها لم تحقق أيا من المطالب أو الحقوق التي نادت بها، بل إن بعدها وأدت أحلام ومطالب جديدة وأصبحت غير قابلة للتحقيق،  وكانت تلك الأحلام والمطالب يوم 25 يناير  (عيش- حرية – عداله اجتماعية)، ولكن هل تحققت تلك المطالب؟ هل تحولت من أحلام لحقوق كالأصل فيها؟

الإجابة التي يعرفها الكثيرون الآن.. لا لم تتحقق أيا منها بل عقدت واستحالت حتى أصبحت غير قابلة للتحقيق، بل وتمت إضافة أحلام عليها ومطالب أخرى في أوطان أخرى هي حقوق كالعدل والقصاص للشهداء من القتل والمحرضين.. ألهذه الدرجة هي أحلام صعبة التحقيق!؟ أم أنها مشروعة لفة وغير مشروعة لفئه أخرى؟ فلنناقشهم  كمطالب او كأحلام  للمصري الغلبان حقيقتها حقوق في طي النسيان في أوطان أخرى غير الأوطان.

"عيش" طبعا البسطاء ظنوا أن كلمة "عيش" تساوي "لقمة العيش" أو "رغيف العيش"، ولكن الحقيق أن كلمة "عيش" تعني عيش حياة كريمة مستورة يتوافر فيها كل سبل الراحه والآدمية، "العيش" هو النعمة التي إذا وجدها على الأرض أسرع ليتلقطها، مع أن المصري يؤمن في أعماقه بأن الله هو الرازق، ولكن حرصه علـــى  لقمة العيش وحبه في دوامها يجعله ينسى أحيانا أن الرزق من الله ويخشى على لقمــة العيش حين يضطر لأخذ موقف يهدد عمله ووظيفته.

ويتسع مفهوم لقمة العيش إلــى العملات النقدية والورقية، فأول ما يدخل منها إلى الجيب يسارع المصري بتقبيله ووضعه على جبهته احتراما، ويتفاءل بأن الرزق سيأتي بعدها وفيرا، خصوصا إذا كان ذلك في الصباح، ويشعر بسعادة لأنه سيعود لبيته آخر النهار ومعه "لقمة العيش "هنية وفيرة.. وبهذا تشمل لقمة العيش كل أنواع الطعام، بل والوظيفة، والمهنة، والنقود المعدنية والورقية، وفي نفس الوقت تتجسد لقمة العيش في كسرة خبــــــــز يحرص المصري على تقديسها واحترامها.

"حرية" فالحرية الحقيقة هي حرية الفكر وحرية التعبير، وبيان الرأي هي نتيجة لحرية التفكير والحرية ليست علم يدرس أو مهارة تكتسب، إنها نزعة وحاجة إنسانية هي كالطعام والشراب. فأنت لكي تعيش لابد أن تأكل وتشرب، وكذلك لابد أن تكون حراً لكي تعيش إنساناً لا حيواناً تقاد حيث يشاء الآخرون، وكما أنك تبحث عن الطعام والشراب وتسعى لتوفيره فالحرية كذلك يجب أن تبحث عنها وتسعى لتحصيلها. الحرية ليست حكراً على فئة معينة؛ بل هي لكافة الناس، الكل من حقه أن يعيش حراً.

"عدالة اجتماعية" التي تتمثل في :
 -العدالة في توزيع الثروة وإعادة توزيع الثروات في المجتمع إنصافا للفقراء.
 -إشباع الفقراء ماديا للحد الأدنى من حاجتهم.
 -العدالة الاجتماعية في الوظائف الحكومية، وتقليل الفوارق في الأجور، وتوظيف الشباب والخريجين من الكودار والمتفوقين.
-تقسيم عادل للموارد بين الأجيال.
-تأمين صحي لكل المواطنين.
-أن يصبح الجميع سواسية أمام فرص التوظيف وأمام القانون وأمام الضرائب.
 وأخيرا أن تتم كل الخطوات السابق دون تحيز لأولي الثقة والمعرفة والجماعات التحيزية في المجتمع، وأن يتم التوزيع لأولي الخبرة والعلم والدراية، وطبعا لم يتحقق هذا في وقتنا الحالي، فذلك الشرط بالأخص أصبح من الأحلام غير المشروعة في ظل التحكم والتحيز لجماعة معينة دون غيرها في المجتمع، وبذلك تم الإخلال بأهم المطالب والأحلام التي نادت بها الثورة الموؤدة.. رحمها الله.


أخلاق إنسانية تحت عباءة دينية


من المؤكد ومن الملاحظ أيضا أن الأخلاق الإنسانية تشتمل على المزايا والعيوب الأخلاقية، وأن مساؤها وميولها الأنانية وسعيها للأفضلية أكبر من خيرها لباقي البشرية، ولقد أطلقت عليها مسمى (الأخلاق الإنسانية) لأبعدها تماما عن عباءتها الدينية، ولأوضح الفرق بينها وبين الأخلاق الدينية، لأن في زماننا هذا ظهر بعض البشر ممن يخفون حقيقتهم وأخلاقهم الإنسانية المبتعدة تماما عن الأخلاق الدينية، ويستترون تحت عباءة دينية، فيأذون غيرهم ويستغلونهم في العمل وفي كل جوانب الحياة، ويأخذون منهم كل الخير والإفادة  تحت عباءة الدين الوهمية التي يرتدوها ليسرقوا بها أحلام البسطاء ممن ترق قلوبهم لدين الرحمن فيستولون بها على وظائف غيرهم ومجهودهم ويتحججون بل ويتبجحون بأنهم جماعة دينية يصنعون الشر وهم يرتدون تلك العباءة فيكذبون ويخادعون ومن ثم يقرأون جزأ من القرآن!

يكسرون قلوب غيرهم سارقين بذلك أحلامهم ويتركوا من سرقوهم في حالة يرثى لها بلا صلاة أو عبادة، يتركوهم في حالة اكتئاب ويذهبون ذو العباءة الدينية بشرهم لملاقاة رب رحيم ليصلون الفروض في المسجد.

مهلا مهلا أيها القوم، فالله قال في كتابه (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ).
أيها القوم تحت العباءة، هناك فرق بين أخلاقكم الإنسانية الذبابية، وبين الأخلاق الدينية التي أنزلها رب البرية. أحسبتم أن ينخدع بكم الله كما انخدع البسطاء والمساكين بكم!؟  فالله قال في كتابه (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
أرى أنكم تكشفون أنفسكم بتصرفاتكم وأنانيتكم البائسة والواضحة للجميع، إنكم بعباءتكم الدينية في حاجة إلى آلة لغسيل عقول الشعب كله حتى لا يظهر عليكم عاقل وُهِب العقل من الله ليفهمكم