الديمقراطية المصريه في الساحة المسرحية
الديمقراطية الموجودة في الأراضي المصرية حاليا تشبه فقرة تمثيلية لعدد من الممثلين على ساحة مسرحية وليست سياسية، هناك من يؤدي دوره التمثيلي بإتقان فينبهر الجميع بالممثل لدرجة أنهم يصدقوه وكأنه دربا من دروب الواقع، وهناك من لايستطيع تأدية دوره بإتقان فتظهر الثغرات والعيوب من تمثيليته فينكشف فشله ويثور الجمهور ويطلبون استعادة ما دفعوه.
لا توجد ديمقراطية حقيقية في مصر حاليا ولكن يوجد خداع يقدمه كل نظام حسب موهبته وحسب تمرسه وحسب سيطرته على خيوط المسرح، ولكن خداعهم لا يغير من الواقع شيئا، فالفقراء كما هم والمظلومين كما هم والبطالة كما هي، نحن نسير كما يريدون إلى حيث يريدون تبعا لمصالحهم وليس تبعا لمصالح الشعب المظلوم المقهور الذي قتل في الثورة، وسحل، وضرب، وأهان لكي يغير واقعه الأليم، لينادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
الشعب المصري الوحيد في العالم الذي قام بثورة ولم يجنِ ثمارها بل حصدها شوكا وظلما ومعاملة لم تفرق عن معاملة الحكومة الماضية برئيسها السابق، لم يقم أي مسئول بإرجاع أي حق مهضوم لأفراد الشعب، حتى قادة المجتمعات المدنية والنخبة الثورية لم يستطيعوا إرجاع هذا الحق، بل إن تلك النخبة مع الفصيل السياسي الحاكم كلاهما استمر في المسرحية التي بفضلهم أصبحت ساحة لتمثلية هزلية انتهت بتوقف العروض المسرحية ورجوع الشباب للميادين مطالبين الشعب الحقيقي وليس الممثلين بإرجاع الثورة الشعبية، فقط الثورة من الشعب على كل الممثلين هي التي تغير قواعد اللعبة بأسرها، فقط الثورة بمطالبها الثورية سوف تستمر الثورة حتى تتحقق مطالبها ضدالظلم والتعسف، حتى من لا يفهم كلمة تعسف سياسي سيخرج في تلك الثورة من جديد كما خرجوا في السابق تعبيرا منهم على قهر وتعسف وظلم السنين، وحلما منهم أن يحققوا ذاتهم ويحققوا أحلامهم المسروقة.
ولنتذكر أن هناك من خرج ليكافح من أجل تلك المطالب، ففقد من فقد منهم أعضائه واستشهد منهم الكثيرون، فقدوا عمرهم في ريعان شبابهم من أجلنا لنحيا سعداء مرفوعين الهمة والكرامة، ومضى عامان على الثورة لم تحدث تغيرات ملموسة في الوطن، فلم يتوظف العاطلون، ولم يتوقف الظلم في الجامعات، إلا المظاهرات هي الشيء الوحيد الذين كانوا يعبرون عن ذاتهم بها تجاه أي مظهر تعسفي للظلم في تلك الفترة، لم تنخفض الأسعار، ولم يحاسب قتلة الثوار، ولم يأخذ أي ذي حقا حقه.
في تلك الفترة انقسم المواطنون وشباب الوطن إلى فئات وجماعات.. فظهر الليبراليون، والإسلاميون، والثائرون، والصامتون، والكثيرون ممن لم يستطيعوا أن يحددوا في أي قسم هم.
لم تكن يوما الثورة إلا الحل الوحيد حتى تطرح العبودية والظلم للاستفتاء بعيدا. لا لدستور الثورة المضادة، الثورة الحقيقة هي التي تصنع الواقع الجديد. كن مع الثورة أو كن مع دعوى الجاهلية التي بدأت من الإخوان والسلفيين بقول انزلوا لحماية بيوت الله التي ستدنس، وكأن الثوار هم التتار ودخلوا مصر، والمعارضة تقول انزلوا انصروا إخوانكم على هؤلاء الإخوان، على أساس أنهم الإخوان الإسرائيليين!؟
وكل ذلك بسبب خطب لشيوخ لا يريدوا أن يفهموا أن الأوضاع محتقنة في البلاد، فأصبحت الآن المظاهرات والثورة مطلب شعبي وصفه أصحاب المصالح والطامعين في الكراسي بسلوك إجرامي وبلطجي، ووصف الثورة الجديدة آخرون بالكفر والإلحاد، ووصفها الباقون بالحل الأخير لإنقاذ الشعب من تلك المسرحية الهزلية التي يستتر ويتخفى فيها الممثلون الهزليون تحت وخلف قناع بانديتا لإقناع المشاهد بالجدية للمسرحية الثورية التي هي في الحقيقه أصبحت هزلية
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية