الاثنين، 21 يناير 2013

العنصرية المصرية



لقد كانت مصر منذ القدم مهبط الديانات، وأرض الحضارات، وملتقى البلاد، ودارًا لكل الشعوب والطوائف والأجناس، ومركزًا للحضارة أيضًا؛ حيث ذاعت شهرتها في مجال الفن والعلم والصناعة.
 عاش الكل على أرضها سواسية، وعلى مر العصور لم تتم التفرقة بين الأفراد بأي شكل من الأشكال، ولكن للأسف لم تستمر كذلك في عصرنا الحالي؛ حيث أصبح الشعب المصري لديه عدة أنواع من العنصرية المنتشرة في سائر مجالات حياته، قبل التدرج لها يجب علينا معرفه التعريف العلمي للعنصرية، حيث أن كلمة العنصرية أصبحت مصطلح يؤرق الجميع؛ لأنه يعلق عليه كل التصرفات الأنانية والتطرفية بسبب الجهل بالمعنى الحقيقي للمصطلح.
فالعنصرية هي الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة من البشر بشكل مختلف؛ بسبب اللجوء للتعميمات المبنية على الصور النمطية باللجوء إلى تلفيقات علمية.
 كما إنها الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو لجنس مختلف، وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها، وأن تتحكم في مصير وحياة باقي الفئات، ويطلق عليها في بعض الأحيان الشوفينية العرقية والثقافية، وهي الشعور بالاستعلاء العرقي والثقافي بأنه يتميز عن غيره بصفات لم توهب لهم.
فإذا طبقنا تعاريف العنصرية على الممارسات والسلوكيات المصرية؛ لوجدنا أننا كمصريين لدينا العنصرية المصرية المستمدة من العنصرية الحقيقية في كل صورها، فنجد أول أنواع العنصرية؛ هي (العنصرية والتفرقة على أساس لون البشرة): فالشعب المصري لديه هذا النوع من العنصرية تجاه أصحاب البشرة السوداء، رغم أن المصريين ليسوا أصحاب بشرة بيضاء فهي في الغالب تميل للون القمحي، ومع ذلك يميلون للعنصرية والتفرقة على أساس لون البشرة.
ونجد عنصرية وتمهميش للمصريين في الجنوب، وبالأخص القبائل النوبية، فنجد أصحاب البشرة السوداء يعاملون باحتقار وكأنهم عرق أقل، ولماذا الجميع يتغاضى عن هذا النوع من العنصرية، والذي هو موروث ثقافي والأمر يصل إلى أن البعض يضع "اللون الأبيض" شرط من الشروط الواجب توافرها في شريك حياتهم، أو في طلب التوظيف وكأنهم ليسوا بمصريين!
وأقرب مثال هو ما يحدث الآن؛ حيث تتسع شوارع مصر للاجئيين السوريين، وتتعالى الأصوات لنصرة إخواننا في سوريا وحسن استقبالهم، بينما ضاقت نفس الشوارع عام 2005 أمام اللاجئيين السودانيين وتعالت نفس الأصوات بطردهم أو إبادتهم، كم تبدو العنصرية قبيحة ومفضوحة خاصة عندما تتكلم بصوت الإنسانية!
ثانيًا: (العنصرية الدينية)؛ بالرغم أنه دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي، والرهبان القبط عرفوا بالتقوى والتواضع فكانوا يعملون ويعلمون حتى عصرنا الحالي، ومن ثم دخل الإسلام مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 641 م، إلا أن الجميع يعلم بأن غالبية الشعب المصري مسلمي الديانة، وهنا نجد نوع آخر من العنصرية هو التحيز في التعامل مع الأقباط وكأنهم ليسوا بمصريين، فتجد وظائف تشترط أن يكون المتقدم مسلم، وتجد نظرات بعض أفراد المجتمع تنظر بطريقة غريبة لأي فتاه مسيحية ترتدي الصليب داخل مدرستها أو عملها، بالرغم أن الله سبحانه وتعالى كفل حرية العبادة.
وهناك نوع آخر مستحدث ظهر من ضمن العنصرية الدينية: وهي العنصرية ضد أفراد، هم من نفس الديانة؛ ولكنهم لا يتبعوا الجماعة أو يتبعوا فكر ليبرالي أو علماني، والنظر إليهم وكأنهم مذنبين أو كفار في بعض الأحيان.
ثالثًا: (العنصرية الطبقية)، وخصوصًا "في المجالات التعليمية"؛ وهي تتلخص في سلوك الأفراد ذو الشأن ممن أعطاهم الله المقدرة والاستطاعة الماديه والعلمية، فتخيلوا أنهم بذلك المختارون على الأرض، وأنهم لديهم الحق بإذلال غيرهم ممن حرموا الاستطاعة المادية والعلمية؛ فتجدهم يحتقروا من هم أقل منهم شأنًا رغبة منهم بتحويل كل من هو أقل لخادم أو ذليل لهم، وتجدهم في نفس الوقت يضحكون في وجهه من هم متكافئون معهم ماديًا وعلميًا، فتجدهم يجددون نظرية شعب الله المختار؛ التي كان يتعامل بها اليهود في الماضي تجاه الآخرين، هم يطبقوها وكأنهم الجيل الجديد لتلك النظرية.
وتشتد تلك العنصرية في المجالات التعليمية؛ فتجد معلم المادة "دكتور المادة" في بعض الأحيان يحتقر الطالب الأقل منه علمًا، أو يحتقر الطالب الفقير؛ ولكنه بفعل الأقدار يبتسم للطالب الغني ذو المكانة،  وتجد بعض ذو الشأن علميًا يحتقرون طلاب بعض الكليات، ويبجلون طلاب الكليات الأخرى؛ وكأنهم هم فقط أصحاب الدم الأزرق الذين سلمهم هتلر الراية قبل مماته، فأصبحوا يرددون بأفعالهم "أنا متميز فوق الجميع أنا مقدس وغيري عبيد"؛ ولكن للأسف لا ولن يقدسهم أو يبجلهم أحد….
رابعًا: (التمييز الجنسي ضد المرأة)؛ العنصرية والتمييز ضد المرأة هي أساس تقوم عليه تقاليد المجتمع المصري وعاداته الموروثة، فالمرأة في مجتمعنا المصري ليست إنسانة حرة؛ بل هي شيء لا يملك حرية التصرف في حياته وحرية الإرداة، وحتى إن ملكت حرية التصرف، فقد جاء فصيل جديد إلى المجتمع حكم على المرأة بالإعدام المبكر بلا أسباب، بحجة الدين والشرع؛ الذي يطبقوه تبعًا لأهوائهم وأغراضهم.
خامسًا: (العنصرية الإقليمية)؛ نحو الفلاحين والمصريين ممن لا يسكنون المدن، حيث أن لفظة "فلاح"؛ يطلقها المصريون على سكان القرى، ومحافظات الوجه البحري "غير الساحلية"؛ أي محافظات الدلتا، والتي تضم قرى كثيرة ومناطق زراعية.
 ولفظة "صعيدي" تطلق على سكان صعيد مصر، وهم سكان المحافظات؛ حيث لفظة "فلاح" عند أغلبية المصريين تنم عن صفات "الوصولية، البرود، الاتكالية، الخبث، الخيانة أو عدم الوفاء للأصدقاء في سبيل المصلحة الشخصية، وأيضاً تدل على أن الشخص غير محبب التعامل معه، وأنه دخيل على المدن الكبرى التي ينزح إليها لتحقيق آماله الوصولية وليساوي رأسه برأس سكان المدن".
ولفظة "صعيدي" هي محببة؛ ولكنها تدل أيضاً على صفات الغباء الشديد، فنجد أغلب النكات على "الصعايدة" باعتبارهم "جحا" مصر، وتدل على العند والتمسك بالرأي حتى وإن كان مخطيء، والصرامة والتصحر الفكري والغضب السريع والشديد والتعصب الأعمى،
كل ذلك وكنا نظن أن العنصرية لا تعيش في مصر؛ ولكن اتضح أنها أصبحت في كل شبر من أرض مصر وفي داخل كل مصري

الديمقراطية المصريه في الساحة المسرحية


الديمقراطية الموجودة في الأراضي المصرية حاليا تشبه فقرة تمثيلية لعدد من الممثلين على ساحة مسرحية وليست سياسية، هناك من يؤدي دوره التمثيلي بإتقان فينبهر الجميع بالممثل لدرجة أنهم يصدقوه وكأنه دربا من دروب الواقع، وهناك من لايستطيع تأدية دوره بإتقان فتظهر الثغرات والعيوب من تمثيليته فينكشف فشله  ويثور الجمهور ويطلبون استعادة ما دفعوه.

لا توجد ديمقراطية حقيقية في مصر حاليا ولكن يوجد خداع يقدمه كل نظام حسب موهبته وحسب تمرسه وحسب سيطرته على خيوط المسرح، ولكن خداعهم لا يغير من الواقع شيئا، فالفقراء كما هم  والمظلومين كما هم والبطالة كما هي، نحن نسير كما يريدون إلى حيث يريدون تبعا لمصالحهم وليس تبعا لمصالح الشعب المظلوم المقهور الذي قتل في الثورة، وسحل، وضرب، وأهان لكي يغير واقعه الأليم، لينادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

الشعب المصري الوحيد في العالم الذي قام بثورة ولم يجنِ ثمارها بل حصدها شوكا وظلما ومعاملة لم تفرق عن معاملة الحكومة الماضية برئيسها السابق، لم يقم أي مسئول بإرجاع أي حق مهضوم لأفراد الشعب، حتى قادة المجتمعات المدنية والنخبة الثورية لم يستطيعوا إرجاع هذا الحق، بل إن تلك النخبة مع الفصيل السياسي الحاكم كلاهما استمر في المسرحية التي بفضلهم أصبحت ساحة لتمثلية هزلية انتهت بتوقف العروض المسرحية ورجوع الشباب للميادين مطالبين الشعب الحقيقي وليس الممثلين بإرجاع الثورة الشعبية، فقط الثورة من الشعب على كل الممثلين هي التي تغير قواعد اللعبة بأسرها، فقط الثورة بمطالبها الثورية سوف تستمر الثورة حتى تتحقق مطالبها ضدالظلم والتعسف، حتى من لا يفهم كلمة تعسف سياسي سيخرج في تلك الثورة من جديد كما خرجوا في السابق تعبيرا منهم على قهر وتعسف وظلم السنين، وحلما منهم أن يحققوا ذاتهم ويحققوا أحلامهم المسروقة.

ولنتذكر أن هناك من خرج ليكافح من أجل تلك المطالب، ففقد من فقد منهم أعضائه واستشهد منهم الكثيرون، فقدوا عمرهم في ريعان شبابهم من أجلنا لنحيا سعداء مرفوعين الهمة والكرامة، ومضى عامان على الثورة لم تحدث تغيرات ملموسة في الوطن، فلم يتوظف العاطلون، ولم يتوقف الظلم في الجامعات، إلا المظاهرات هي الشيء الوحيد الذين كانوا يعبرون عن ذاتهم بها تجاه أي مظهر تعسفي للظلم في تلك الفترة، لم تنخفض الأسعار، ولم يحاسب قتلة الثوار، ولم يأخذ أي ذي حقا حقه.

في تلك الفترة انقسم المواطنون وشباب الوطن إلى فئات وجماعات.. فظهر الليبراليون، والإسلاميون، والثائرون، والصامتون، والكثيرون ممن لم يستطيعوا أن يحددوا في أي قسم هم.
لم تكن يوما الثورة إلا الحل الوحيد حتى تطرح العبودية والظلم للاستفتاء بعيدا. لا لدستور الثورة المضادة، الثورة الحقيقة هي التي تصنع الواقع الجديد. كن مع الثورة أو كن مع دعوى الجاهلية التي بدأت من الإخوان والسلفيين بقول انزلوا لحماية  بيوت الله التي ستدنس، وكأن الثوار هم التتار ودخلوا مصر، والمعارضة تقول انزلوا انصروا إخوانكم على هؤلاء الإخوان، على أساس أنهم الإخوان الإسرائيليين!؟

وكل ذلك بسبب خطب لشيوخ لا يريدوا أن يفهموا أن الأوضاع محتقنة في البلاد، فأصبحت الآن المظاهرات والثورة مطلب شعبي وصفه أصحاب المصالح والطامعين في الكراسي بسلوك إجرامي وبلطجي، ووصف الثورة الجديدة آخرون بالكفر والإلحاد، ووصفها الباقون بالحل الأخير لإنقاذ الشعب من تلك المسرحية الهزلية التي يستتر ويتخفى فيها الممثلون الهزليون تحت وخلف قناع بانديتا لإقناع المشاهد بالجدية للمسرحية الثورية التي هي في الحقيقه أصبحت هزلية

السبت، 12 يناير 2013

حقوق انسانية تحت المطر منسية



حقوق انسانية تحت المطر منسية
ألم يخطر في بال أحدا منا وهويشعر بالسقيع في منزله ان هناك انسان مثله يشعر بالسقيع ولكن في الشارع بلا منزل او مأوى  أخطر في بالنا ونحن نجلس تحت البطانية او الأغطية استيراد الدول الاوربية ان هناك شخصا تحت الرصيف مغطى بالورق الخفيف اخطر في بالنا ونحن نشغل المدفأة او التكيف المركزي ان هناك المئات بل الألوف من الفقراء سعداء وممتنين بالحصول على حقهم في الكهرباء بنسبه 1% في بيوتهم البيسطة لأشعال الموقد او مصباح ليروا في عتمة الليل ,اتخيل احدا منا ونحن نشاهد بكل ضيق المطر وهو ينهال خارج نوافذنا ويعطلنا عن مشاغلنا ان هناك عائلات سقوف منازلهم تنهال بالمطر فوق رؤوس اطفالهم وانهم عندما يسمعون صوت المطر بيتسابقوا فيما بينهم بالاوانى والاوعية البلاستيكية لحجب  تلك الأمطار النازية التى تشتد في عذابها على الفقراء والمشردين وتكون خفيفة الوطا على الأغنياء والمرفهين
ففي الوقت الذي كانت الأغلبية مترفه لحد التخمة في الكهرباء ووسائل التدفئة التكيفية  كانت هناك طبقه فقيرة من المصريين منذ 2007 يعانون بلا كهرباء بلا وسائل تدفئة بلا اغطية بالأحرى بلا مأوى او في عشش عشوائية يسكنون ، ولكن وقتها لم يتحرك أحد لقضيتهم في الأجهزة المسموعة أو المرئية أو حتى في الصفحات والجروبات "الفيس بوكية"
اكان السبب في عدم شعورنا بهم هو سلبيتنا تجاه الدولة الحاكمة وعدم مقدرتنا كمواطنون وهبنا المال والقدرة من الله على صنع تغيير في حياة غيرنا ممن حرموا الأستطاعه المادية
اكنا كأفراد نشعر بالعجز قبل الثورة فخيلت لنا أنفسانا ان نعيش سلبيين ونرمي بأوزارنا على حاكم البلاد وحكومته في ذلك الحين !
 اكان السبب هو البشر في تلك الطبقة لم يستطيعوا بعجزهم وفقرهم الوصول لتلك الوسائل أم أننا لم يعننا أمرهم لأنهم لا يشاركونا المسكن أو لا يشاركونا الحساب الشخصي في الفيس بوك؟
أم السبب هو أننا نرى أنهم معتادين على ذلك النمط من الحياة؟ ونحن نختلف عنهم، والأغرب عندما كان أي مقدم برامج في التلفاز يقوم بعرض حالة من حالات المساكن الشعبية أو العشوائيات أو القرى التي تعاني من انقطاع أو نعدام الكهرباء أو الماءويسكنوا بلا سقوف وتتشقق جدران بيوتهم من الأمطار ولا يجدون غطاء واحد للتدفئة كما نفعل  كنا فالسابق  بنشاهد الحلقة بعاطفة وقتيه تنقضي بانتهاء الحلقة  ونعود مرة اخرى لكهربتنا واغطيتنا ونمط حياتنا الباذخ الذي من شدة عاطفتنا بنستخدم  مايزيد عنا من أغطية لتدفئة اقدامنا.
وسبحان مغير الأحوال قامت الثورة واستبدل الشعب الحاكم والحكومة ولكن  مالجديد!
فالفقراء كما هم  والمظلومين كما هم والبرد فالشتاء كما هو حيث قامت الثورة  تبعا لمصالحهم وليس تبعا لمصالح الشعب المظلوم المقهور الذي قتل في الثورة، وسحل، وضرب، وأهان لكي يغير واقعه الأليم، لينادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ولطنه ظل بلا بطانية .....
فاللأسف حتى بعد الثورة هناك مساكن عشوائية ومساكين الوطن لايجدون لقمة عيش كافية وحقوقهم تحت المطر منسية فمنهم  من  يسكن الرصيف وهناك من يفترش الرصيف ويصنع من الجرائد اغطية في نفس الوقت الوقت الذي يجلس فيه شباب الوطن عل الصفحات الفيس بوكية يطلق النكات على الأمطار والبحيرات الصناعية متناسيا من هم أقل منه انسانيا